حظيرةُ القُدْس تعبيرٌ كِنائي عن الجنة، و الحَظِيرة في اللغة هي ما يُحاط بالشيء لحفظه و إيوائه و وقايته مما يضُرُّ به، فهي مكان آمن و مأوىً مطمئن.
و في الأصل تُطلق الحظيرة على الموضع الذي يُحاط عليه ليكون مأوى للماشية و الطيور.
و أما القُدس فمعناها الطُهر، و إنما أطلقت حظيرة القُدس على الجنة لأنها المكان الآمن و المُطهَّر الذي يأوي اليه المؤمنون، حيث لا مجال للقلق و الخوف و الدنس و الأقذار في الجنة أبداً.
و قد تكرر ذكر حظيرة القدس في الأحاديث الشريفة، فقد رُوِيَ عن رسول الله صلى الله عليه و آله أنه قال: “الْوُضُوءُ بِمُدٍّ وَ الْغُسْلُ بِصَاعٍ، وَ سَيَأْتِي أَقْوَامٌ بَعْدِي يَسْتَقِلُّونَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ عَلَى خِلَافِ سُنَّتِي، وَ الْآخِذُ بِسُنَّتِي مَعِي فِي حَظِيرَةِ الْقُدْسِ” (1)
و عن عُمَرُ بْنُ زِيَادٍ الْيُونَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ مُحَمَّدُ بْنُ الدَّرَاوَرْدِيُّ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ أَسْلَمَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه و آله): “أَنَا وَ فَاطِمَةُ وَ عَلِيٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ (عليهم السلام) فِي حَظِيرَةِ الْقُدْسِ فِي قُبَّةٍ بَيْضَاءَ، وَ هِيَ قُبَّةُ الْمَجْدِ، وَ شِيعَتُنَا عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى” (2)
1. الجعفريات (الأشعثيات): 16، لإبن الأشعث محمد بن محمد، المتوفى في القرن الرابع الهجري، طبعة مكتبة النينوى الحديثة، طهران/ايران.
2. بشارة المصطفى لشيعة المرتضى: 48، الطبعة القديمة.