أسئلة و أجوبة

هل تعلم من هو اول من بايع ابابكر بالخلافة ؟

عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت سلمان الفارسي رضي الله عنه يقول: لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصنع الناس ما صنعوا وخاصم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح الأنصار فخصموهم بحجة علي (عليه السلام) [1] قالوا: يا معشر الأنصار قريش أحق بالامر منكم لان رسول الله (صلى الله عليه وآله) من قريش والمهاجرين منهم إن الله تعالى بدأ بهم في كتابه وفضلهم وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الأئمة من قريش، قال سلمان رضي الله عنه: فأتيت عليا (عليه السلام) وهو يغسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخبرته بما صنع الناس وقلت: إن أبا بكر الساعة على منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) والله ما يرضى أن يبايعوه [2] بيد واحدة إنهم ليبايعونه بيديه جميعا بيمينه وشماله، فقال لي: يا سلمان هل تدري من أول من بايعه على منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قلت: لا أدري، إلا أني رأيت في ظلة بني ساعدة حين خصمت الأنصار وكان أول من بايعه بشير بن سعد وأبو عبيدة بن الجراح ثم عمر ثم سالم قال: لست أسألك عن هذا ولكن تدري أول من بايعه حين صعد منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قلت: لا ولكني رأيت شيخا كبيرا متوكئا على عصاه بين عينيه سجاده شديد التشمير [3] صعد إليه أول من صعد وهو يبكي ويقول: الحمد لله الذي لم يمتني من الدنيا حتى رأيتك في هذا المكان، أبسط يدك، فبسط يده فبايعه ثم نزل فخرج من المسجد فقال علي (عليه السلام):
هل تدري من هو؟ قلت: لا ولقد ساءتني مقالته كأنه شامت بموت النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال: ذاك إبليس لعنه الله، أخبرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن إبليس ورؤساء أصحابه شهدوا نصب رسول الله (صلى الله عليه وآله) إياي للناس بغدير خم بأمر الله عز وجل فأخبرهم أني أولى بهم من أنفسهم وأمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب فأقبل إلى إبليس أبالسته ومردة أصحابه فقالوا: إن هذه أمة مرحومة ومعصومة ومالك ولا لنا عليهم سبيل قد أعلموا إمامهم ومفزعهم بعد نبيهم، فأنطلق إبليس لعنه الله كئيبا حزينا وأخبرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه لو قبض أن الناس يبايعون أبا بكر في ظلة بني ساعدة بعد ما يختصمون، ثم يأتون المسجد فيكون أول من يبايعه على منبري إبليس لعنه الله في صورة رجل شيخ مشمر يقول كذا وكذا، ثم يخرج فيجمع شياطينه وأبالسته فينخر ويكسع [4] ويقول: كلا زعمتم أن ليس لي عليهم سبيل فكيف رأيتم ما صنعت بهم حتى تركوا أمر الله عز وجل وطاعته وما أمرهم به رسول الله (صلى الله عليه وآله).
[1] اي غلب هؤلاء الثلاثة على الأنصار في المخاصمة بحجة هي تدل على كون الامر لعلي (عليه السلام) دونهم لأنهم احتجوا عليهم بقرابة الرسول وأمير المؤمنين كان أقرب منهم أجمعين وقد احتج (عليه السلام) عليهم بذلك في مواطن [ذكروها].
[2] في الإحتجاج للطبرسي: ” ما يرضى الناس ان يبايعوه “.
[3] ” سجادة ” اي أثر سجود. والتشمير: الجد والاجتهاد في العبادة.
[4] النخير: صوت الانف. وكسعه – كمنعه – ضرب دبره بيده أو بصدر قدمه وإنما كان يفعل ذلك نشاطا وفرحا وفخرا وفرجا ومخرجا وطربا.

الكافي : ج 8 ص 344

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *