أسئلة و أجوبة

هل حقّاً الشيعة يعذبون فقط في الحياة وفي القبر؟

سؤال : هل حقّاً الشيعة يعذبون فقط في الحياة وفي القبر؟
بسمه تعالی
هناك روايات كثيرة يستفاد منها أنّ المؤمن المذنب تمحّص ذنوبه بأن يبتلي بالبلاء والعذاب في الدنيا أو في القبر وسوف تناله شفاعة النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة(عليهم السلام) يوم القيامة ففي الحديث «والله ما أخاف عليكم الا البرزخ فاما إذا صار الأمر إلينا فنحن أولى بكم»(1) وروى في الكافي عن عمرو بن يزيد قال قلت لأبي عبدالله (عليه السلام): إني سمعتك وأنت تقول كلّ شيعتنا في الجنة على ما كان فيهم، قال(عليه السلام): صدقتك كلّهم والله في الجنة، قال قلت: جعلت فداك إنّ الذنوب كثيرة كبار، فقال(عليه السلام): أما في القيامة فكلّكم في الجنة بشفاعة النبي المطاع أو وصي النبي ولكن والله أتخوف عليكم في البرزخ، قلت: وما البرزخ: قال(عليه السلام): القبر منذ حين موته إلى يوم القيامة» (2)وعن أميرالمؤمنين (عليه السلام): ما من الشيعة عبد يقارف أمراً نهيناه عنه فيموت حتى يبتلي ببلية تمحص بها ذنوبه إما في مال وإما في ولد وإما في نفسه حتى يلقى الله عزوجل وما له ذنب وإنه ليبقى عليه الشىء من ذنوبه فيشدّد عليه عند موته (3).
ولكن كلّ هذا لا يمكن الاعتماد عليه ولا يكون موجباً للتجري على المعاصي، أولاً: لاحتمال أن يكون ذلك مختصاً بمن ارتكب الذنوب والمعاصي غفلة ومن دون جرأة وتعمّد في المخالفة والعصيان كما نقرأ في دعاء أبي حمزة الثمالي (الهي لم أعصك حين عصيتك وأنا بربوبيتك جاحد ولا بأمرك مستخف ولا لعقوبتك متعرض ولا لوعيدك متهاون لكن خطيئة عرضت وسولت لي نفسي وغلبني هواي . . . ) .
وثانياً: أن الذنوب إذا كثرت وتواترت فقد تؤدي إلى قسوة القلب وسلب الإيمان والاعتقاد الصحيح فيموت الإنسان كافراً أو مخالفاً لولاية الأئمة(عليهم السلام) فمن الذي يضمن البقاء على الولاية والايمان، وفي الحديث ان العبد إذا ارتكب الذنب حصلت نكتة سوداء في قلبه فإذا تاب زالت وإن عاد إلى الذنب زادت وكثرت إلى أن يسوّد القلب كلّه حينئذ فلا يفلح أبداً.
——————–
1 ) بحارالانوار : 6 / 214
2 ) الکافی : 3 / 242 الحديث 3
3 ) الخصال : 635

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *