من يدخل الجنة

س 368 : هل فقط ان المسلم يدخل الجنة وان غير المسلم (اهل الکتاب ) مثلا مصيرهم النار ؟ فقد کنت اتحدث مع صديق لی من اهل السنة وقلت له ان الله يحاسب کل شخص بما يعلم وان کان سيضع غير المسلم (الذی عمل الکثير من الحسنات فی حياته ) تلقائيا فی النار فذلک يعنی ان الله ليس عادلا وحاولت ان اقول له : ما ذنب الذی ولد نصرانيا وعمل صالحا ولم يقتنع بالاسلام فلما ذا سيدخل النار تلقائيا ؟ فاتهمنی صديقی بانی قد کفرت اود عن سماحتکم ان تردوا علی سؤالی بشکل واضح ان کان ان غير المسلم يدخل الجنة مع الرجوع الی آية او حديث او حتی کتاب .
بسمه تعالی
اذا کان الانسان جاهلا بالعقيدة الصحيحة کما هو الحال بالنسبة لاهل الکتاب من وجهة نظرنا فاما ان يکون ملتفتا الی جهله أو لايکون ملتفتا اليه بل هو غافل عن کونه جاهلا ويعرف فی الاصطلاح بالجاهل المرکب .
اما الجاهل الملتفت الذی ةحتمل ان عقيدته ربما تکون علی خلاف الواقع فالعقل يحکم بلزوم الفحص وتحصيل المعرفة والعقيدة الصحيحة لوجوب دفع الضرر المحتمل عقلا خصوصا اذا کان مثل العقاب الاخروی فاذا لم يحفص وبقی علی اعتقاده وکان فی الواقع باطلا فالعقل يحکم باستحقاقه العقاب لقيام الحجة عليه .
واما الجاهل الذی لايحتمل الخلاف فيعبر عنه بالمستضعف فکریا وعقائديا فهو معذور وقد تدرکه رحمة الله تعالی وينجوا من العقاب ويدل علی ذلک قوله تعالی ( وما کنا معذبين حتی نبعث رسولا ) (الاسراء : 10 ) وقوله تعالی ( وما کان ربک مهلک القری حتی يبعث فی امها رسولا ) (القصص : 59 ) والمرادمن البعث اقامة الحجة عليهم واخراجهم من الغفلة والجهل وقوله تعالی ( وما کان الله ليضل قوما بعد اذ هداهم حتی يبين لهم ما يتقون ) .
هذا بحسب الکبری واما بحسب المصداق ففی هذا العصر الذی هو عصر الارتباطات يکون المستضعفون فی العقيدة قليلين جدا فاکثر الکفار يعلمون ان هناک ديانات اخری وعقائد غير معتقداتهم ومع علمهم بذلک يأتی احتمال کونهم علی خلاف الواقع لامحالة فالعقل يحکم عليهم بلزوم الفحص والتفتيش عن العقيدة الصحيحة هذا بالنسبة للعوام وأما علمائهم ورؤساء مذهبهم فقد تمت عليهم الحجة قطعا واکثرهم يکتمون الحق حبا للمقام والرياسة أو طمعا فی حطام الدنيا .