نص الزيارات

زيارة أمير المؤمنين المطلقة السابعة

زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) المطلقة السادسة

الزّيارة السّابعة:
رواها السّيد بن طاووس في كتاب مِصباح الزّائر فقال: أقصد باب السّلام أي باب الرّوضة المقدّسة للامير (عليه السلام) حَيثُ يرىْ الضّريح المقدّس، فقُل أربعاً وثلاثين مرّة: اَللهُ اَكْبَرُ وقل:
سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ الْمُقَرَّبينَ، وَاَنْبِيائِهِ الْمُرْسَلينَ، وَعِبادِهِ الصّالِحينَ، وَجَميعِ الشُّهَداءِ وَالصِّديقينَ عَلَيْكَ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلى آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى نُوح نَبِيِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى اِبْراهيمَ خَليلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى مُوسى كَليمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى عيسى رُوحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّد حَبيبِ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ،
اَلسَّلامُ عَلى اسْمِ اللهِ الرَّضِيِّ، وَوَجْهِهِ الْعَلِيِّ وَصِراطِهِ السَّوِيِّ، اَلسَّلامُ عَلى الْمُهَذَّبِ الصَّفِيِّ، اَلسَّلامُ عَلى اَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ اَبي طالِب وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى خالِصِ الْاَخِلاّءِ، اَلسَّلامُ عَلى الْمَخْصُوصِ بِسَيِّدَةِ النِّساءِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَوْلُودِ فِي الْكَعْبَةِ الْمُزَوَّجِ فِي السَّماءِ، اَلسَّلامُ عَلى اَسَدِ اللهِ فِي الْوَغى، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ شُرِّفَتْ بِهِ مَكَّةُ وَمِنى، اَلسَّلامُ عَلى صاحِبِ الْحَوْضِ وَحامِلِ اللِّواءِ، اَلسَّلامُ عَلى خامِسِ اَهْلِ العَباءِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْبائِتِ عَلى فِراشِ النَّبِيِّ وَمُفْديهِ بِنَفْسِهِ مِنَ الْاَعْداءِ، اَلسَّلامُ عَلى قالِعِ بابِ خَيْبَرَ، وَالدّاحي بِهِ فِي الْفَضاءِ، اَلسَّلامُ عَلى مُكَلِّمِ الفِتْيَةِ فى كَهْفِهِمْ بِلِسانِ الْاَنْبِياءِ، اَلسَّلامُ عَلى مُنْبِعِ الْقَليبِ فِي الفَلا، اَلسَّلامُ عَلى قالِعِ الصَّخْرَةِ وَقَدْ عَجَزَ عَنْهَا الرِّجالُ الْاَشِدّاءُ، اَلسَّلامُ عَلى مُخاطِبِ الثُّعْبانِ عَلى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ بِلِسانِ الفُصَحاءِ، اَلسَّلامُ عَلى مُخاطِبِ الذِّئْبِ وَمُكَلِّمِ الْجُمْجُمَةِ بِالنَّهْرَوانِ وَقَدْ نَخِرَتِ الْعِظامُ بِالْبَلا، اَلسَّلامُ عَلى صاحِبِ الشَّفاعَةِ في يَوْمِ الْوَرْى وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَى الْاِمامِ الزَّكيِّ حَليفِ الْمِحْرابِ، اَلسَّلامُ عَلى صاحِبِ الْمُعْجِزِ الْباهِرِ، وَالنّاطِقِ بِالْحِكْمَةِ وَالصَّوابِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ عِنْدَهُ تَأويلُ الْمُحْكَمِ وَالْمُتَشابَهِ وَعِنْدَهُ اُمُّ الْكِتابِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ رُدَّتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ حينَ تَوارَتْ بِالْحِجابِ، اَلسَّلامُ عَلى مُحْيِي اللَّيْلِ الْبَهيمِ بِالتَّهَجُّدِ وَالْاِكْتِئابِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ خاطَبَهُ جِبْرِئيلِ بِاِمْرَةِ الْمُؤْمِنينَ بِغَيْرِ اِرْتِياب وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ،
اَلسَّلامُ عَلى سَيِّدِ السّاداتِ، اَلسَّلامُ عَلى صاحِبِ الْمُعْجِزاتِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ عَجِبَ مِنْ حَمَلاتِهِ فِي الْحُرُوبِ مَلائِكَةُ سَبْعِ سَماوات، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ ناجَى الرَّسُولَ فَقَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْ نَجْواهُ صَدَقات، اَلسَّلامُ عَلى اَميرِ الْجُيُوشِ، وَصاحِبِ الْغَزَواتِ، اَلسَّلامُ عَلى مُخاطِبِ ذِئْبِ الْفَلَواتِ، اَلسَّلامُ عَلى نُورِ اللهِ فِي الظُّلُماتِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ رُدَّتْ لَهُ الشَّمْسُ فَقَضى ما فاتَهُ مِنَ الصَّلاةِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى اَميِرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلى سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلى اِمامِ الْمُتَّقينَ، اَلسَّلامُ عَلى وارِثِ عِلْمِ النَّبِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلى يَعْسُوبِ الدّينِ، اَلسَّلامُ عَلى عِصْمَةِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلى قُدْوَةِ الصّادِقينَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى حُجَّةِ الْاَبْرارِ، اَلسَّلامُ عَلى اَبِي الْاَئِمَّةِ الْاَطْهارِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَخْصُوصِ بِذِي الْفَقارِ، اَلسَّلامُ عَلى ساقي اَوْلِيائِهِ مِنْ حَوْضِ النَّبِيِّ الْمُخْتارِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مَا اطَّرَدَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، اَلسَّلامُ عَلَى النَّبَأِ الْعَظيمِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ اَنْزَلَ اللهُ فيهِ: ﴿وَاِنَّهُ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيُّ، حَكيمٌ﴾ اَلسَّلامُ عَلى صِراطِ اللهِ الْمُسْتَقيمِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَنْعُوتِ فِي التَّوْراة وَالْاِنْجيلِ وَالْقُرْآنِ الْحَكيمِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
ثمّ انكبّ على الضّريح وقبّله وقل:
يا اَمينَ اللهِ، يا حُجَّةَ اللهِ، يا وَلِيَّ اللهِ، يا صِراطَ اللهِ، زارَكَ عَبْدُكَ وَوَلِيُّكَ اللاّئِذُ بِقَبْرِكَ، وَالْمُنيخُ رَحْلَهُ بِفَنائِكَ، الْمُتَقَرِّبُ اِلَى اللهِ عَزَّوَجَلَّ، وَالْمُسْتَشْفِعُ بِكَ اِلَى اللهِ، زِيارَةَ مَنْ هَجَرَ فيكَ صَحْبَهُ، وَجَعَلَكَ بَعْدَ اللهِ حَسْبَهُ، اَشْهَدُ اَنَّكَ الطُّورُ، وَالْكِتابُ الْمَسْطُورُ، وَالرِّقُ الْمَنْشُورُ، وَبَحْرُ الْعِلْمِ الْمَسْجُورُ يا وَلِيَّ اللهِ اِنَّ لِكُلِّ مَزُور عَنايَةً فيمَنْ زارَهُ وَقَصَدَهُ وَاَتاهُ، وَاَنَا وَلِيُّكَ وَقَدْ حَطَطْتُ رَحْلى بِفَنائِكَ، وَلَجَأْتُ اِلى حَرَمِكَ، وَلُذْتُ بِضَريحِكَ لِعِلْمي بِعَظيمِ مَنْزِلَتِكَ، وَشَرَفِ حَضْرَتِكَ وَقَدْ اَثْقَلَتِ الذُّنُوبُ ظَهْري، وَمَنَعَتْني رُقادي، فَما اَجِدُ حِرْزاً وَلا مَعْقِلاً وَلا مَلْجَأً اَلْجَأُ اِلَيْهِ اِلاَّ اللهُ تَعالى، وَتَوَسُّلي بِكَ اِلَيْهِ، وَاسْتِشْفاعي بِكَ لَدَيْهِ فَها اَنَا ذا نازِلٌ بِفَنائِكَ، وَلَكَ عِنْدَ اللهِ جاهٌ عَظيمٌ، وَمَقامٌ كَريمٌ، فَاشْفَعْ لي عِنْدَ اللهِ رَبِّكَ يا مَوْلايَ.
ثمّ قبّل الضّريح واستقبل القبلة وقل:
اَللّـهُمَّ اِنّي اَتَقَرَّبُ اِلَيْكَ يا اَسْمَعَ السّامِعينَ، وَيا اَبْصَرَ النّاظِرينَ، وَيا اَسْرَعَ الْحاسِبينَ، وَيا اَجْوَدَ الْاَجْوَدينَ، بِمُحَمَّد خاتَمِ النَّبِيّينَ رَسُولِكَ اِلَى الْعالَمينَ، وَبِاَخيهِ وَابْنِ عَمِّهِ الْاَنْزَعِ الْبَطينِ، الْعالِمِ الْمُبينِ عَلِيًّ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ الْاِمامَيْنِ الشَّهيدَيْنِ، وَبِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعابِدينَ، وَبِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ باقِرِ عِلْمِ الْاَوَّلينَ، وَبِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد زَكِيِّ الصِّدِيقينَ، وَبِمُوسَى ابْنِ جَعْفَر الْكاظِمِ الْمُبينِ وَحَبيسِ الظّالِمينَ، وَبِعَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا الْاَمينِ، وَبِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَوادِ عَلَمِ الْمُهْتَدينَ، وَبِعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد الْبَرِّ الصّادِقِ سَيِّدِ الْعابِدينَ، وَبِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَسْكَري وَلِيِّ الْمُؤْمِنينَ، وَبِالْخَلَفِ الْحُجَّةِ صاحِبِ الْاَمْرِ مُظْهِرِ الْبَراهينَ، اَنْ تَكْشِفَ ما بى مِنَ الْهُمُومِ، وَتَكْفِيَني شَرَّ الْبَلاءِ الَمحْتُومِ، وَتُجيرَني مِنَ النّارِ ذاتِ السَّمُومِ، بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ. ثمّ ادعُ بما شئت وَودّعه وانصرف.
أقول: روى السّيد عبد الكريم بن طاووس في كتاب فرحة الغرّي انّ زين العابدين (عليه السلام) ورد الكوفة ودَخل مسجدها وبه أبو حمزة الثّمالي، وكان مِن زُهّادِ أهل الكوفة ومَشايخها، فصلّى ركعتين، قال أبو حمزة: فما سمعت أطيب من لهجته فدنوت لاسمع ما يقول، فسمعتُه يقول: اِلهي اِنْ كانَ قَدْ عَصَيْتُكَ فَاِنّي قَدْ اَطَعْتُكَ في اَحَبِّ الْاَشْياءِ اِلَيْكَ وهو دعاء معروف.
أقول: الدّعاء سيأتي في أعمال جامع الكوفة وسنروي هناك انّ أبا حمزة قال: ثمّ أتى (عليه السلام) الاسطوانة السّابعة فخَلع نعليْه ووقف فرفَع يديه الى حِيال اُذنيه وكبّر تكبيرة قفّ لها كُلّ شَعرة في بدني، فصلّى أربع ركعات يحسن ركوعها وسجودها، ثمّ دعا بدعاء اِلهي اِنْ كنْتُ قَدْ عَصَيْتُكَ الى آخر الدّعاء، وعلى الرّواية التي نحن بصددها الان ثمّ نهَض (عليه السلام)، قال أبو حمزة: فتبعته الى مناخِ الكوفة فَوَجدت عبداً أسود معهُ نجيب وناقة، فقلت: يا اسود من الرّجل؟ فقال: اَوَيَخْفى عَلَيْكَ شَمائِلُهُ؟ هُوَ عَليُ بن الحُسَين صَلواتُ اللهِ عَلَيهما، قال أبو حمزة: فاكببت على قدميه أقبّلهما فرفع رأسي بيده وقال: لا يا أبا حمزة انّما يكون السّجود لله عزوجل، فقلت: يا ابن رسول الله ما أقدمك الينا؟ قال: ما رأيت، أي الصّلاة في مسجد الكوفة ولو علم النّاس ما فيه من الفضل لاتوه ولو حبواً أي ولو شقّ عليهم السّير غاية المشقّة فكانوا كالاطفال قبلما يقوون على المشي فيحبون زحفاً على أيديهم وبُطونهم، ثمّ قال: هل لك أن تزُور معي قبر جدّي عليّ بن أبي طالب؟ قلت: أجل، فسرت في ظلّ ناقته يحدّثني حتىّ أتينا الغريين وهي بقعة بيضاء تلمع نوراً، فنزل عن ناقته ومرغ خدّيه عليها وقال: يا أبا حمزة هذا قبر جدّي عليّ بن أبي طالب، ثمّ زاره بزيارة أوّلها: اَلسَّلامُ عَلى اسْمِ اللهِ الرَّضيِّ وَنُورِ وَجْهِهِ المُضييءِ ثمّ ودّعه ومضى الى المدينة ورجعت الى الكوفة.
أقول: كنت آسف على ترك السّيد هذه الزّيارة في كتاب الفرحة وكنت أفتّش عنه، فتصفّحت لذلك كلّ زيارة مرويّة للامير (عليه السلام) علّني أعثر على زيارة تبدأ بالجملة السّابقة، فلم أجد سوى هذه الزّيارة الشّريفة، وهي قد افتتحت بما افتتحت بها الجملة السّابقة وهي كلمة (اَلسَّلامُ عَلى اسْمِ اللهِ الرَّضيِّ) واختلفت عنها في العطف وهو (وَنُورَ وَجْهِهِ المُضييءِ) فلعلّ هذه هي تلك الزّيارة وهذا الاختلاف يسير لا يكترث به، فان قلت: لم تكن بدء هذه الزّيارة كلمة اَلسَّلامُ عَلى اسْمِ اللهِ الرَّضيِّ بل كلمة سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ، اَجبنا أن ما يتقدّم على الكلمة المذكورة من السّلام فهي بمنزلة الاستئذان والاسترخاص، والزّيارة نفسها انّما تبدأ من كلمة السّلام على اسمِ اللهِ الرَّضيّ، ويشهد على ما نقول المقابلة بين هذه الزّيارة والزّيارة الواردة في يوم الميلاد، وهُما تتشابهان غاية التّشابه فلاحظها لتعرف ذلك، واعلم انّ هذه الجملة مع ما فيها من العطف ولكن من دُون كلمة نُور قد ذكرت في الزّيارة السّادسة وفي زيارة يوم الميلاد، ولكن لا في بدئهما بل في خلالهما والله العالم، وبالجملة حسبنا من الزّيارات المطلقة هذه الزّيارات السّبع ومن يبتغي اكثر منها فليزره (عليه السلام) بالزّيارات الجامعة، وليزره بما سنذكرها مِن الزّيارة المبسوطة ليوم الغدير، وليغتنم الزّائر زيارة الامير (عليه السلام) والصّلاة في حرمه الطّاهر، فالصّلاة عنده تعدل مائتي ألف صلاة، وعن الصّادق (عليه السلام) انّ مَن زار اماماً مفترض الطّاعة وصلّى عنده أربع ركعات كتب له حجّة وعمرة، وقد المحنا في كتاب هديّة الزّائر الى ما لجوار قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) من الفضل، وذلك ان حفظ المجاور حقّ الجوار وهذا شَرط بالِغ العُسر والمشقّة فلا يتيسّر لكلّ احد، والمقام لا يقتضي البَسط فليراجِع من شاء الكتاب الفارسي (كلمه طيّبه).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *