أسئلة و أجوبة

نص دعاء العديلة

دُعاءُ الْعَديلة

دعاء العديلة، دعاء يحتوي -إضافة إلى التضرّع والدعاء- على مجموعة من معتقدات الشيعة، يدعو الإنسان بها ربّه تعالى أن يحفظها له وأن يهبها له بعد الموت حتّى يخرج من موته صحيح المعتقد صحيح الإيمان. وهذا الدّعاء من الأدعية الّتي ذكرت ضمن ما يستحب قراءته عند من يحتضر. قال بعض العلماء -كالميرزا النوري- أنّ هذا الدّعاء ليس مرويّاَ عن الائمة المعصومين (عليهم السلام)، فيُقرأ برجاء الثّواب وتثبيت الإعتقاد.

معنى العديلة
قال فخر المحققين العديلة تقع عند الموت ، فإنّه يأتي الشيطان ويعدل الإنسان عند الموت ليخرجه عن الإيمان فيحصل له عقاب النيران ، وفي الدعاء قد تعوذ الأئمة (عليهم السلام) منها، فإذا أراد الإنسان أن يسلم من هذه الأشياء فليستحضر أدلة الإيمان والأصول الخمس بالأدلة القطعية، ويصفي خاطره ويقول: اللهم يا أرحم الراحمين، إني قد أودعتك يقيني هذا وثبات ديني، وأنت خير مستودع، وقد أمرتنا بحفظ الودائع، فرده علي وقت حضور موتي، ثم يخزي الشيطان ويتعوذ منه بالرحمن، ويودع ذلك الله تعالى، ويسأله أن يردّه عليه وقت حضور موته وعند ذلك يسلم من العديلة عند الموت قطعا . [1] .

وقد روى الشيخ الصدوق عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: «إن الشيطان ليأتي الرجل من أوليائنا عند موته عن يمينه وعن شماله ليضله عما هو عليه، فيأبى الله عز وجل له ذلك، وذلك قول الله عز وجل: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ}[2] » [3] .

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ

شَهِدَ اللهُ اَنَّهُ لا اِلـهَ اِلاّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَاُولُوا الْعِلْمِ قآئِماً بِالْقِسْطِ لا اِلـهَ اِلاّ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ، اِنَّ الدّينَ عِنْدَ اللهِ الاِْسْلامُ، وَاَنَا الْعَبْدُ الضَّعيفٌ الْمُذْنِبُ الْعاصِىُ الُْمحْتاجُ الْحَقيرُ، اَشْهَدُ لِمُنْعِمى وَخالِقى وَرازِقى وَمُكْرِمى كَما شَهِدَ لِذاتِهِ وَشَهِدَتْ لَهُ الْمَلائِكَةُ وَاُولُو الْعِلْمِ مِنْ عِبادِهِ بِاَنَّهُ لا اِلـهَ اِلاّ هُوَ ذُو النِّعَمِ وَالاِْحْسانِ وَالْكَرَمِ وَالاِْمْتِنانِ، قادِرٌ اَزَلِىٌّ، عالِمٌ اَبَدِىٌّ، حَىٌّ اَحَدِىٌّ، مَوْجُودٌ سَرْمَدِىٌّ، سَميعٌ بَصيرٌ مُريدٌ كُارِهٌ مُدْرِكٌ صَمَدِىٌّ، يَسْتَحِقُّ هذِهِ الصِّفات وَهُوَ عَلى ما هُوَ عَلَيْهَ فى عِزِّ صِفاتِهِ، كانَ قَوِيّاً قَبْلَ وُجُودِ الْقُدْرَةِ وَالْقُوَّةَ، وَكانَ عَليماً قَبْلَ ايجادِ الْعِلْمِ وَالْعِلَّةِ، لَمْ يَزَلْ سُلْطاناً اِذْ لا مَمْلَكَةَ وَلا مالَ، وَلَمْ يَزَلْ سُبْحاناً عَلى جَميعِ الاَْحْوالِ وُجُودُهُ قَبْلَ الْقَبْلِ فى اَزَلِ الاْزالِ وَبَقآؤُهُ بَعْدَ الْبَعْدِ مِنْ غَيْرِ اِنْتِقال وَلا زَوال، غَنِىٌّ فِى الاَْوَّلِ وَالاْخِرِ، مُسْتَغْن فِى الْباطِنِ وَالظّاهِرِ، لا جَوْرَ فى قَضِيَّتِهِ وَلا مَيْلَ فى مَشِيَّتِهِ، وَلا ظُلْمَ فى تَقْديرِهِ وَلا مَهْرَبَ مِنْ حُكُومَتِهِ، وَلا مَلْجَاَ مِنْ سَطَواتِهِ وَلا مَنْجا مِنْ نَقِماتِهِ، سَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَهُ وَلا يَفُوتُهُ اَحَدٌ اِذا طَلَبَهُ، اَزاحَ الْعِلَلَ فِى التَّكْليفِ وَسَوَّى التَّوْفيقَ بَيْنَ الضَّعيفِ وَالشَّريفِ، مَكَّنَ اَدآءَ الْمَاْمُورِ وَسَهَّلَ سَبيلَ اجْتِنابِ الَْمحْظُورِ، لَمْ يُكَلِّفِ الطّاعَةَ اِلاّ دُوْنَ الْوُسْعِ والطّاقَةِ، سُبْحانَهُ ما اَبْيَنَ كَرَمَهُ وَاَعْلى شَأنَهُ، سُبْحانَهُ ما اَجَلَّ نَيْلَهُ وَاَعْظَمَ اِحْسانَهُ، بَعَثَ الاَْنْبِيآءَ لِيُبَيِّنَ عَدْلَهُ وَنَصَبَ الاَْوْصِيآءَ لِيُظْهِرَ طَوْلَهُ وَفَضْلَهُ، وَجَعَلَنا مِنْ اُمَّةِ سَيِّدِ الاَْنْبِيآءِ وَخَيْرِ الاَْوْلِيآءِ وَاَفْضَلِ الاَْصْفِيآءِ وَاَعْلَى الاَْزْكِيآءِ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، امَنّا ازلي وَبِما دَعانا اِلَيْهِ وَبِالْقُرْآنِ الَّذى اَنْزَلَهُ عَلَيْهِ وَبِوَصِيِّهِ الَّذى نَصَبَهُ يَوْمَ الْغَديرِ وَاَشارِ بِقَوْلِهِ هذا عَلِىٌّ اِلَيْهِ، وَاَشْهَدُ اَنَّ الاَْئِمَّةَ الاَْبْرارَ وَالْخُلَفآءَ الاَْخْيارَ بَعْدَ الرَّسُولِ الُْمخْتارِ، عَلِىٌّ قامِعُ الْكُفّارِ وَمِنْ بَعْدِهِ سَيِّدُ اَوْلادِهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ ثُمَّ اَخُوُه السِّبْطُ التّابِعُ لِمَرْضاتِ اللهِ الْحُسَيْنُ، ثُمَّ الْعابِدُ عَلِىٌّ، ثُمَّ الْباقِرُ مُحَمَّدٌ، ثُمَّ الصّادِقُ جَعْفَرٌ، ثُمَّ الْكاظِمُ مُوسى، ثُمَّ الرِّضا عَلِىٌّ، ثُمَّ التَّقِىُّ مُحَمَّدٌ، ثُمَّ النَّقِىُّ عَلِىٌّ، ثُمَّ الزَّكِىُّ الْعَسْكَرِىُّ الْحَسَنُ، ثُمَّ الْحُجَّةُ الْخَلَفُ الْقآئِمُ الْمُنْتَظَرُ الْمَهْدِىُّ الْمُرجَى الَّذى بِبَقائِهِ بَقِيَتِ الدُّنْيا، وَبِيُمْنِهِ رُزِقَ الْوَرى، وَبِوُجُودِهِ ثَبتَتِ الاَْرْضُ وَالسَّمآءُ وَبِهِ يَمْلاَُ اللهُ الاَْرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً بَعْدَ ما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً، وَاَشْهَدُ اَنَّ اَقْوالَهُمْ حُجَّةٌ وَامْتِثالَهُمْ فَريْضَةٌ وَطاعَتَهُمْ مَفْرُوضَةٌ وَمَوَدَّتَهُمْ لازِمَةٌ مَقْضِيَّةٌ، وَالاِْقْتِدآءَ بِهِمْ مُنْجِيَةٌ، وَمُخالَفَتَهُمْ مُرْدِيَةٌ، وَهُمْ ساداتُ اَهْلِ الْجَنَّةِ اَجْمَعينَ، وَشُفَعآءُ يَوْمِ الدّينِ وَاَئِمَّةُ اَهْلِ الاَْرْضِ عَلَى الْيَقينِ، وَاَفْضَلُ الاَْوْصِيآءِ الْمَرْضِيّينَ، وَاَشْهَدُ اَنَّ الْمَوْتَ حَقٌّ وَمُسآءَلَةَ الْقَبْرِ حَقٌّ وَالْبَعْثَ حَقٌّ وَالنُّشُورَ حَقٌّ ز وَالصِّراطِ حَقٌّ، وَالْميزانَ حَقٌّ، وَالْحِسابَ حَقٌّ، وَالْكِتابَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةَ حَقٌّ، وَالنّارَ حَقٌّ، وَاَنَّ السّاعَةَ اتِيَةٌ لا رَيْبَ فيها، وَاَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِى الْقُبُورِ، اَللّـهُمَّ فَضْلُكَ رَجآئى وَكَرَمُكَ وَرَحْمَتُكَ اَمَلى لا عَمَلَ لى اَسْتَحِقُّ بِهِ الْجَنَّةَ، وَلا طاعَةَ لىْ اَسْتَوْجِبُ بِهَا الرِّضْوانَ اِلاّ اَنِّى اعْتَقَدْتُ تَوْحيدَكَ وَعَدْلَكَ، وَارْتَجَيْتُ اِحْسانَكَ وَفَضْلَكَ، وَتَشَفَّعْتُ اِلَيْكَ بِالنَّبِىِّ وَآلِهِ مَنْ اَحِبَّتِكَ وَاَنْتَ اَكْرَمُ الاَْكْرَمينَ وَاَرْحَمُ الرّاحِمينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلى نَبِيِّنا مُحَمَّد وَآلِهِ اَجْمَعينَ الطَّيِّبينَ الطّاهِريْنَ وَسَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً كَثيراً وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ الْعَلِىِّ الْعَظيمِ اَللّـهُمَّ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ اِنّى اَوْدَعْتُكَ يَقينى هذا وَثَباتَ دينى وَاَنْتَ خَيْرُ مُسْتَوْدَع وَقَدْ اَمَرْتَنا بِحِفْظِ الْوَدآئِعِ فَرُدَّهُ عَلَىَّ وَقْتَ حُضُورِ مَوْتى بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .
أقول: قَد وَرَد في الادعية المأثورة اَللّـهُمَّ اِنِّى اَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَديلَةِ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَمعنى العديلة عند المَوت هُو العُدول إلى الباطِل عن الحقّ وهُو بأن يحضر الشّيطان عند المحتضر ويوسوس في صَدره ويجعله يشكّ في دينه فيستل الايمان مِن فؤاده، ولهذا قد وَردت الاستعاذة منها في الدّعوات، وقال فخر المحقّقين (رحمه الله): مَن أراد أن يسلم من العديلة فليستحضر الايمان بأدلّتها والاصول الخمس ببراهينها القطعيّة بخلوص وصفاء وليودعها الله تعالى ليردّها اليه في ساعة الاحتضار بأن يقول بعد استحضار عقائده الحقّة :
اَللّـهُمَّ يا اَرْحَمَ الرّحِمينَ اِنّى قَدْ اَوْدَعْتُكَ يَقينى هذا وَثَباتَ دينى وَاَنْتَ خَيْرُ مُسْتَوْدَع وَقَدْ اَمَرْتَنا بِحِفْظِ الْوَدائِعِ فَرُدَّهُ عَلَىَّ وَقْتَ حُضُورِ مَوْتى، فَعلى رأيه (قدس سره) قراءة هذا الدّعاء الشّريف « دُعاء العديلة » واستحضار مضمونه في البال تمنح المَرء اماناً من خطر العديلة عند الموت، وأمّا هذا الدّعاء فهل هو عن المعصوم (عليه السلام) أم هو انشاء من بعض العلماء ، يقول في ذلك خريت صناعة الحديث وجامع أخبار الائمة (عليهم السلام)العالم المتبحّر الخبير والمحدّث النّاقد البصير مولانا الحاج ميرزا حسين النّوري نوّر الله مرقده: وأمّا الدّعاء العديلة المعروفة فهو من مؤلّفات بعض أهل العلم ليس بمأثور ولا موجود في كتب حملة الاحاديث ونقّادها. واعلم انّه روى الطوسي عن محمّد بن سليمان الدّيلمي انّه قال للصّادق (عليه السلام): ان شيعتك تقول: انّ الايمان قسمين فمستقرّ ثابت ومستودع يزول، فعلّمني دعاءً يكمل به ايماني اذا دعوت به فلا يزول ، قال (عليه السلام): قل عقيب كلّ صلاة مكتوبة : رَضيتُ بِاللهِ رَبّاً وَبِمُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ نَبِيّاً وَبِالاِسْلامِ ديناً وَبِالْقُرآنِ كِتاباً وَبِالْكَعْبَةِ قِبْلَةً وَبِعَلِىٍّ وَلِيّاً وَاِماماً وَبِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَعَلِىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَمُحَمَّدَ بْنِ عَلِىٍّ وَجَعْفَرِ بْنَ مُحَمَّد وَمُوسى بْنِ جَعْفَر وَعَلِىِّ بْنِ مُوسى وَمُحَمَّدَ بْنِ عَلِىٍّ وَعَلِىِّ بْنِ مُحَمَّد وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَالْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ اَئمَّةً، اَللّـهُمَّ اِنّى رَضيتُ بِهِمْ اَئِمَّةً فَارْضَنى لَهُمْ اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيء قَديرٌ .

1. النوري ، ميرزا حسين ، مستدرك الوسائل ج 1 ص 93 .
2. سورة إبراهيم ، الآية 27 .
3. من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 135

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *